مقاوم الحب المشرف العام
عدد الرسائل : 227 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: الجلاد.. يرسم ويكتب بالأشجار الجمعة فبراير 29, 2008 2:32 am | |
| الفنان ينحت الحجر ويشكل الطين أو يستخدم الفرشاة واللون واللوحة، ولكن أن يستخدم النباتات والأشجار فهذا هو الجديد الذي برع فيه الفنان المصري هشام الجلاد الذي نجح خلال فترة قصيرة في إبداع أعمال فنية مادتها الأساسية النباتات والأشجار ليصبح أول رسام أشجار بمصر.
لفظ الجلالة وديك يؤذن وطاووس يقف مزهوا.. كانت هذه بدايات هشام مع فن الرسم بالأشجار.
وقتها لم يكن يعلم أن هذه البدايات الصغيرة ستحوز أعجاب الجميع لدرجة جعلته يبدع، حتى الآن، ما يربو على ألف عمل فني حي أمام أعين الناظرين صباح مساء.
مصادفة بحتة
وعن اتجاهه لهذا المجال الفريد يقول: "بدايتي مع الفن بدأت منذ الصغر؛ فوالدي كان فنانا تشكيليا معروفا بمحافظة المنيا وله أعمال تزين ميادين المحافظة، وكان من طموحاتي دراسة الفن التشكيلي حتى أستطيع أن أنمي الموهبة التي تشكلت داخلي بحكم النشأة، ولكن لم أوفق في ذلك لظروف ألمت بأسرتي وأعاقت دراستي".
ويتابع: إنه نتج عن هذه الظروف أن التحق بالثانوية الزراعية لكونها الأقرب إلى قلبه ولحبه الجنوني للطبيعة والأشجار، وبعد تخرجه في المدرسة لم يوفق في الحصول على عمل يلائم تخصصه فارتضى أن يعمل "بستانيا"، ويقول: "قلت لنفسي وقتها صحيح أن هذا العمل لا يلائم دراستي، إلا أنه الأقرب إليها والأقرب لقلبي".
وبدأ الجلاد العمل في هذا المجال دون أن يخطط على الإطلاق للاتجاه إلى مجال التشكيل بالأشجار، ولكن على ما يبدو أن موهبة الفن التي تكمن داخله، بحكم النشأة، وإعاقة الظروف لموهبته من البزوغ، قد آن لها أن ترى النور على غير المتوقع، ويقول: "إنه وجد نفسه، ودون سابق تخطيط، يتعامل بالمقص مع الأشجار بشكل فني جعل الكثيرين يميزون الأشجار التي يقلمها بمقصه عن غيرها، وهذا أيقظ ذلك الفنان بداخلي، فبدأت فكرة الرسم بالأشجار تكتمل بداخلي، وقررت أن أتخذها هدفا أساسيا في حياتي".
البداية.. لفظ الجلالة
بداية الجلاد مع هذا الفن كانت بكتابة لفظ الجلالة بالأشجار، واستغرق عمله في ذلك ما يقرب من 3 سنوات قضاها في الكثير من المحاولات حتى استطاع تنفيذها رغم أن الكثيرين من المهتمين بشئون النبات قالوا له إن هذا الأمر أقرب إلى المستحيل؛ فمن الصعب تحويل كتلة شجرية صماء إلى عمل فني دون استخدام لمواد أخرى كهياكل حديدية يتم تصميمها على شكل العمل ثم تنمو حوله أوراق للشجرة.
وبرأي الجلاد فإن هذا التهويل من قبل الأصدقاء والمعارف والمهتمين هو الذي دفعه إلى الإصرار والتحدي ليثبت للجميع إمكانية ذلك، وبالفعل نجحت فكرته وحازت الإعجاب والثناء.
ويضيف: "كان ذلك بمثابة جواز مرور استطعت أن أستخرجه لنفسي لأخطو خطوات متقدمة في هذا الفن.. فبعدها قمت بعمل شكل للطاووس مستخدما الأشجار بعد أن رأيت أن ساق الشجرة تصلح أن تكون هيكل قدم لمثل هذا الطائر الجميل".
وقد تواصلت الأعمال التي قام بها الجلاد ومنها ديك يؤذن، وصقر يطير بالهواء نفذه على أحد فروع الأشجار ليمنحه إحساسا بالطيران، وشخص يدعو الله، وآخر يرفع علامة النصر، ومجموعة من الأشخاص يمثلون في عمل مسرحي... إلخ.
ويتابع: "لم أكتفِ بذلك بل بدأت أطبق أسلوبا آخر في الرسم مادته النجيلة (الحشائش) فنجحت باستخدامها في رسم صورة لكوكب الشرق أم كلثوم، وأخرى لنفرتيتي رمز محافظة المنيا. وأقوم حاليا بتصميم صور أخرى لكبار المشاهير والرؤساء".
الفن وقضايا المجتمع
الفنان جزء من المجتمع يتفاعل مع أحداثه؛ ولذا كان لا بد أن تلقي الأحداث الجارية بظلالها على أعمال هشام الجلاد الفنية، وكان ذلك واضحا في أعماله؛ فبعد الأحداث التي شهدتها محافظة الإسكندرية، وسببت توتر العلاقة بين المسلمين والأقباط خرج الجلاد بعمل فني يظهر فيه المسجد بجوار الكنيسة ويضمهما اسم "مصر" كتعبير عما يجب أن تكون عليه تلك العلاقة.
وفي المناسبات الدينية حاول الجلاد أن يتعامل مع رموز تلك المناسبات بفنه أيضا فأبدع في رمضان الماضي عملا يظهر فيه الهلال والفانوس جنبا إلى جنب.
وكانت آخر أعماله في هذا الإطار ما نفذه بمناسبة استضافة مصر لكأس الأمم الإفريقية فرسم تميمة كأس الأمم، وفي عمل آخر شكل قارة إفريقيا على هيئة رأس إنسان تعلوه كرة تحمل اسم مصر.
علاقة لا تنتهي
وإذا كان علاقة الفنان التشكيلي تنتهي بعمله الفني عندما ينتهي من إبداعه فإن علاقة هشام بالعمل لا تنتهي بمجرد الانتهاء منه، وهذا يشكل إحدى أهم صعوبات هذا الفن؛ فالجلاد يتعامل مع كائن حي ينمو باستمرار ويحتاج إلى رعاية دائمة، فالعمل لا ينتهي، وكل تشكيل من هذه الأشجار يحتاج إلى تنسيق مستمر ما دامت هذه الشجرة حية، فهو إذن يشكل العمل ويربيه ويتولاه بالرعاية.
ولذلك من الطبيعي أن تمر على بعض شوارع مدينة نصر -القريبة من القاهرة- التي تحوي أغلب أعماله لتجده فوق سلم ممسكا بمقصه يهذب عمله الفني، وكأنه أب يحنو على طفله.
انتشار واسع
وحول مدى انتشار أعماله يقول هشام الجلاد: "لم أكن أتوقع هذا الانتشار الذي حققته أعمالي وهو انتشار لم أسعَ إليه على الإطلاق.. فقد كانت ممارستي لهذا الفن إشباعا لرغبة بداخلي، ولكن وجدت أن الجمهور استقبل فني بترحاب شديد حتى إن بعض سكان مدينة نصر يتنافسون على جذبي لأحول الأشجار المحيطة بمنطقتهم إلى أعمال فنية.
وامتدت شهرة الجلاد إلى بعض السفارات الأجنبية التي طلبت منه تنفيذ أفكار فنية بحدائق السفارات، وأصبح يدعى إلى المعارض الفنية كافة؛ فشارك في معرض صالون الشباب الـ 12 بدار الأوبرا المصرية؛ الأمر الذي يعتبره الجلاد نقلة قوية بالنسبة له بعد أن شارك في المعرض نخبة من الأكاديميين والفنانين التشكيليين، فكانت بالنسبة له فرصة ليتعرف عن قرب على رأيهم في أعماله ويستفيد من ملاحظاتهم التي أبدوها حول بعض الأعمال
| |
|
matr!x المدير العام
عدد الرسائل : 161 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 14/02/2008
| موضوع: رد: الجلاد.. يرسم ويكتب بالأشجار الإثنين مارس 10, 2008 3:07 am | |
| | |
|
مقاوم الحب المشرف العام
عدد الرسائل : 227 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: الجلاد.. يرسم ويكتب بالأشجار الثلاثاء مارس 11, 2008 10:50 am | |
| واديك يا فنان المعاصر انتا | |
|