أحبتي في الله ..
يتساءل البعض كيف يمكن أن أكتب
قصة قصيرة لها من بيان الوصف ودقة السرد
وجمالية المعنى ما يمكن أن تنطوي عليه هذه الحياة ..
بادئ ذي بدء اعرف المتصفح
أن كل فرد منا بداخله
كم هائل من المشاعر ..كيف سينسج خيوطها
كيف سيستبيح وجود مفرداتها في هذا العالم
الذي نعيشه او الذي نتصوره ..
دعوني أحبتي أقدم لكم
ما ترجلت عنه خبرتي في هذا السياق ..
أولا :لنكن على دراية بأن القصة كعمل أدبي
إثرائي له وزنه من الناحية الأدبية ..
وكل عمل أدبي بحاجة إلى أساسيات
مقتناة من وقع النظم الشعوري هنا
ثانيا :يمكن كتابة قصة قصيرة قي صفحتين أو ثلاث ـ
بأن تختار حدثا أو موقفا أو سلوكا تريد التمسك به
أو التحذير منه ، بحيث يكون مما يحدث في حياتنا ،
وتتخيل اسمين أو ثلاثة ، وتخترع أو تتخيل أمر
ما حدث بينهم ، وليكن واحدا منهم هو " البطل "
وتدخل فيها بعض الخلافات
في الرأي والطباع " ويسمى الصراع "
ثم لا تكثر من التفاصيل في الأشياء ،
ولا تكثر من الحوادث ،
وحاول أن تجعل لها عقدة ،
أي جعل الأمور تتأزم في الجز الأخير من القصة ،
ثم ضع حلا لهذه المشكلة التي تدعو إليها
بأحداث خيالية وأسماء خيالية ، وقد تترك الشخص البطل
يحكي بنفسه القصة ، وقد تكون أنت الكاتب الذي يسرد القصة 0
ولا يجوز ذكر موضوع القصة صراحة ، ولا الهدف منها ،
لكن اترك ذلك للفهم من خلال القصة والأحداث والصراع
والعقدة والحل ، والحل يكون دائما بانتصار
الخير أو التغيير إلى الأحسن أو غلبة المثل العليا ..
أحبتي ..لنصنع من أنفسنا أدباء اللحظة ..
ولنتقن ماهية الأدب كتعريف راقٍ
القصه .. وأنواعها
القصــــــة:
عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
تعريفها:
يعرفها بعض النقاد بأنها:
حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها.
الأنواع القصصية:
1- الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجما.
2- الحكاية : وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3- القصة القصيرة: تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة
( وهي حديثة العهد في الظهور).
4- الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5- القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.
عناصر القصة:
1- الموضوع :
يختار القاص موضوعه من :
أ- تجاربه : متناولا النفس البشرية وسلوكها وأهوائها ،
ب- تجارب الآخرين : متناولا المجتمع بالنقد والتحليل .
ج- ثقافته : متناولا موضوعات فكرية وفلسفية .
د - من التاريخ : متناولا نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية .
هـ - من الوثائق .
(2) الفكرة ( فكرة القصة):
هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة
وعلى القاص أن يتجنب الطرح المباشر؛ لئلا يسقط في هاوية الوعظ والإرشاد ..
(3) الحدث:
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها ، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتغدو قريبة من الواقع .
تصميمات عرض الحوادث :
تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاثة الآتية:
1- النوع التقليدي : وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني سببي .
2.الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف والملابسات التي أدت إلى النهاية .
3. الطريقة التي يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها .
(4) الحبكة
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.
والحبكة تأتي على نوعين هما:
1.الحبكة المحكمة : وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل.
2. الحبكة المفككة : وهنا يورد القاص أحداثا متعددة غير مترابطة برابط السببية ، وإنما هي حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان أو مكان واحد..
( 5) البيئتان الزمانية والمكانية:
البيئة المكانية :هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث ، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات .
البيئة الزمانية :هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث ..
(6) الشخصيات:
1.شخصيات رئيسية : تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة .
2. شخصيات ثانوية : دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.
أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور
1.شخصيات نامية : تتطور مع الأحداث .
2.شخصيات ثابتة : لا يحدث في تكوينها أي تغيير ، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير .
الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:
1.الطريقة التحليلية : وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعقب على تصرفاتها .
2. الطريقة التمثيلية : وفيها ينحّي القاص ذاته ، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها .
(7) الأسلوب واللغة:
1.السرد : وهو نقل الأحداث من صورتها المتخيلة إلى صورة لغوية .
وله ثلاث طرق :
-الطريقة المباشرة : ويكون الكاتب فيها مؤرخا.
- طريقة السرد الذاتي : وفيها يجعل الكاتب من نفسه إحدى شخصيات القصة ، ويسرد الحوادث بضمير المتكلم .
- طريقة الوثائق : وفيها يسرد الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل أو المذكرات .
وهي الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة والشخصيات .
(8 )الصراع:
هو التصادم بين إرادتين بشريتين
نوعا الصراع
1.خارجي : بين الشخصيات .
2.داخلي : في الشخصية نفسها.
(9) العقدة والحل:
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل
هل من الضروري أن يكون لكل عقدة حل
ليس من الضروري ذلك ، فيمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة، تستدعي القارئ أن يضع النهاية بنفسه وبخياله ..
مع تحياتي